برنامج أوتيدا لعكس السكر من النوع الثاني ساهم في في تقليل معدل السكر التراكمي بنسبة تصل إلى 1.9% فقط في خلال 3 شهور، كما ساعد أكثر من 80% من المشتركين في الحفاظ على معدلات السكر الطبيعية على مدار اليوم (من 70 لـ 180 mg/dl) بعد 3 أسابيع من دخول في البرنامج والمتابعة.
النتائج السابقة تشير إلى مدى قدرة البرنامج على تحقيق رؤية عكس مرض السكر من النوع الثاني دون الحاجة إلى الاعتماد على أدوية كثيرة أو أنسولين فقط، لنتميز كأول برنامج يقوم على علاج السكر من النوع الثاني من خلال أقل حد من الأدوية وأعلى تركيز على تغيير أسلوب الحياة والعادات اليومية في التغذية والنشاط.
السكر من النوع الثاني
لتؤدي خلايا الجسم وظائفها بشكل طبيعي؛ تحتاج إلى السكر “الجلوكوز”، حيث يدخل السكر إلى خلايا الجسم بمساعدة هرمون الأنسولين لتحتفظ به الخلايا كمصدر للطاقة لحين الحاجة.
في مرض السكر من النوع الثاني؛ تتوقف خلايا الجسم عن الاستجابة لمستويات هرمون الأنسولين بشكل طبيعي حتى إذا كان متوفرًا بشكل طبيعي في الجسم وبكميات كبيرة، ومع مرور الوقت؛ يتوقف البنكرياس – العضو المسؤول عن إفراز هرمون الأنسولين – عن إنتاج المزيد من الهرمون لمواكبة احتياجات الجسم.
مع زيادة الوزن؛ وخاصة مع وجود الدهون الزائدة حول البطن – حتى في حالة إن كان وزن الجسم طبيعيًا – يستمر الجسم في استمرار طلب هرمون الأنسولين مع استمرار ارتفاع مستويات السكر في الدم وهو ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة إذا لم يتم علاجها.
الهدف من علاج السكر من النوع الثاني
الهدف الأساسي من إدارة مستويات سكر الدم هو الآتي:
السيطرة على مستويات السكر في الدم: من المهم الحفاظ على مستويات السكر في الدم في المعدلات الطبيبعة وهو ما يساهم في منع تطور المضاعفات طويلة المدى التي يمكن أن تنتج عن سوء التحكم في نسبة السكر في الدم (بما في ذلك المشاكل التي تؤثر على العينين والكلى والجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية).
الحد من مخاطر الإصابة بمضاعفات القلب والأوعية الدموية: أثبتت الدراسات أن الأشخاص المصابين بمرض السكر من النوع الثاني معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ضعف الأشخاص العاديين.
فالمضاعفات الأكثر شيوعًا وخطورة وطويلة الأمد لمرض السكري من النوع الثاني هي أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية وحتى الموت.
ما هي أنواع علاج السكر من النوع الثاني؟
بعد أن أوضحنا فكرة أن العلاج النهائي لمرض السكر غير موجودة؛ يمكننا الآن التحدث عن طرق السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم من خلال بعض الأساليب الحديثة التي يتبعها معظم أطباء الباطنة وأخصائي التغذية في الوقت الحالي.
يبقى الهدف الرئيسي والأساسي من تناول أدوية علاج السكر من النوع الثاني أو تغيير روتين الحياة هو فقط السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم في المعدلات الطبيعية، حيث أشارت الدراسات مؤخرًا إلى أن الحفاظ على مستويات سكر الدم في المعدلات الطبيعية لأطول فترة ممكنة على مدار اليوم هو أولى طرق الوقاية من أي مضاعفات ممكنة في المستقبل لمرضى السكر.
وتنقسم طرق العلاج للسيطرة على السكر النوع التاني إلى:
- تغيير أسلوب الحياة لأسلوب صحي والاهتمام بالتغذية الصحية والرياضة.
- تناول أدوية التحكم في مستويات السكر في الدم وتعزيز إفراز الأنسولين.
لنتعرف إلى المزيد حول كل منهم وكيف يمكن تطبيقهم معًا في برنامج أوتيدا لعكس مرض السكر من النوع الثاني والتعايش بأفضل صحة طول الوقت.
١- تغيير أسلوب الحياة لأسلوب صحي والاهتمام بالتغذية الصحية والرياضة
أسلوب الحياة الصحي لا يعتبر فقط طرف الخيط للتحكم في مرض السكر من النوع الثاني؛ بينما يعتبر الوسادة التي يمكن الاتكاء عليها لتجنب الإصابة بأي أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين وأمراض القلب وغيرها.
التحكم في مستويات السكر من خلال الأطعمة الصحية تزيد من احتمالية تأخير المضاعفات أو منعها نهائيًا، ويمكن السيطرة على الجلوكوز من خلال 3 خطوات للروتين اليومي الصحي، وهم:
- الأكل الصحي
تناول الأطعمة الصحية لا يعني تناول أكلات بعينها؛ حيث تختلف استجابة كل جسم للطعام عن الجسم الآخر، وبالتالي تختلف مستويات السكر تبعًا للوجبة، لكن من المهم اتباع بعض النصائح الأساسية في التغذية الصحية، مثل:
- تنظيم مواعيد الوجبات الأساسية والخفيفة.
- تحديد كميات الطعام واتباع أسلوب الطبق الصحي (نصف للخضار/ ربع للبروتين/ ربع للنشويات).
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفاكهة والخضروات غير النشوية والحبوب الكاملة.
- الحد من تناول الخضروات النشوية والحلويات.
- حصص متواضعة من منتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم والأسماك قليلة الدسم.
- استخدام زيوت الطهي الصحية دون تسخينها لدرجات مرتفعة، مثل زيت الزيتون.
- الاعتماد على الدهون الطبيعية مثل السمن بكميات قليلة (معلقة صغيرة).
- اختيار الأطعمة ذات السعرات الحرارية الأقل.
- تجنب جميع المشروبات السكرية مثل المشروبات الغازية أو العصائر.
- التخطيط لوجبات غذائية متوازنة بين الخضروات والبروتين والنشويات.
- مراقبة الأكلات الغنية بالكربوهيدرات للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.
- ممارسة الرياضة
ممارسة التمارين اليومية تساعد في السيطرة على الوزن والحفاظ على وزن صحي، وكذلك البقاء في نشاط أغلب الوقت، وبالتالي تساهم في التحكم في نسبة السكر في الدم.
ينصح أخصائيو التغذية ومدربي الصحة العامة أثناء علاج السكر من النوع الثاني بممارسة تمارين الأيروبيك “التمارين الهوائية” مثل:
- المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- السباحة.
- ركوب الدراجات أو الجري.
من الأفضل ممارسة التمارين الهوائية لمدة 30 دقيقة أو أكثر في معظم أيام الأسبوع، أو لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع.
على النقيض الآخر؛ يجب الحد من الخمول والكسل، فمن أحد أسباب رفع مستويات السكر في الدم هو البقاء جالسًا طوال الوقت والأنشطة الرياضية حتى البسيطة منها.
- فقدان الوزن
فقدان الوزن الزائد يساعد في التحكم الأفضل لمستويات السكر في الدم، والكوليسترول، والدهون الثلاثية وضغط الدم.
فأشارت الدراسات الحديثة أن فقدان 5% فقط من الوزن الزائد يساعدك في السيطرة على الأمراض المزمنة وأولها السكري؛ وكلما زاد معدل خسارة الوزن الزائد، زادت الفوائد التي تعود على الصحة.
٢- تناول أدوية التحكم في مستويات السكر في الدم وتعزيز إفراز الأنسولين
معظم الأطباء الاستشاريين ينصحون بالجمع بين النظام الغذائي الصحي والتمارين الصحية وكذلك أدوية السكر التي تساهم في خفض مستويات الجلوكوز في الدم، وهناك بعض الحالات الأخرى التي تحتاج إلى الجمع بين الأدوية والأنسولين معًا في حال ارتفاع الجلوكوز لفترة طويلة باستمرار، وتشمل أدوية علاج السكر من النوع الثاني ما يلي:
- الميتفورمين (فورتاميت وجلوميتزا): هو أول دواء يُوصف عادة لمرضى السكري من النوع الثاني وكذلك في حالات ما قبل مرض السكر، حيث يعمل بشكل أساسي عن طريق خفض إنتاج الجلوكوز في الكبد وتحسين حساسية الجسم للأنسولين بحيث يستخدم الأنسولين بشكل أكثر فعالية.
- السلفونيل يوريا: يساعد على زيادة إفراز هرمون الأنسولين من الجسم، وتشمل الأمثلة جليبوريد (ديابيتا ، جليناز) ، جليبيزيد (جلوكوترول إكس إل) وجليمبيريد (أماريل).
- الجلينيدات: يحفز هذا النوع من الأدوية البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين، ويعتبر أسرع من السلفونيل يوريا، ولكن تأثيره في الجسم يدوم لفترة أقصر، وتشمل الأمثلة ريباجلينيد وناتيجلينيد.
- Thiazolidinediones: يزيد من حساسية الجسم تجاه الأنسولين، مثال على هذا الدواء هو بيوجليتازون (أكتوس).
- مثبطات DPP-4: تساعد على خفض مستويات السكر في الدم ولكن تميل إلى أن يكون لها تأثير بسيط للغاية. تشمل الأمثلة sitagliptin (Januvia) و saxagliptin (Onglyza) و linagliptin (Tradjenta).
- محفزات مستقبلات GLP-1: هي حقن تعمل على إبطاء عملية الهضم وتساعد على خفض مستويات السكر في الدم، وغالبًا ما يرتبط استخدامها بفقدان الوزن، وقد يقلل بعضها من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وتتضمن الأمثلة exenatide (Byetta و Bydureon Bcise) و liraglutide (Saxenda و Victoza) و semaglutide (Rybelsus و Ozempic و Wegovy).
العلاج بالأنسولين
يحتاج بعض الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني إلى العلاج بالأنسولين في حين أن العلاج بالأدوية لا يقوم بالنتيجة المطلوبة في السيطرة على مستويات السكر.
قديمًا؛ كان العلاج بالأنسولين يستخدم كملاذ أخير، ولكن اليوم يمكن وصفه إذا لم يتمكن المريض من الوصول لهدفه وهو السيطرة على نسبة السكر في الدم بتغييرات أسلوب الحياة والأدوية الأخرى.
تختلف الأنواع الموجودة من الأنسولين حسب سرعة بدء مفعولها ومدة تأثيرها، وينقسم إلى نوعين:
- الأنسولين طويل المفعول: مُصمم للتحكم في الجلوكوز طوال الليل أو طوال اليوم للحفاظ على استقرار مستوياته في الدم.
- الأنسولين قصير المفعول: وهو يستخدم بشكل عام في وقت الطعام.
الطبيب الاستشاري هو الوحيد القادر على تحديد نوع الأنسولين المناسب لحالة المريض والمواعيد التي يجب تناوله فيها، والجرعات المناسبة.
كما قد يتغير نوع الأنسولين وجرعته ومواعيده اعتمادًا على مدى استقرار مستويات السكر في الدم، وتؤخذ معظم أنواع الأنسولين عن طريق الحقن.