مرض السكري النوع الثاني

الإصابة بمرض السكري النوع الثاني حالة تستمر مدى الحياة وقد تؤثر على حياتك اليومية إذا لم تتمكن من السيطرة عليه بشكل فعال، ولذلك يحتاج المصاب إلى تغيير نظامه الغذائي وتناول بعض الأدوية وإجراء الفحوصات المنتظمة، كما هو موضح في هذا المقال.

في وقتنا الحالي؛ يزيد أعداد مصابي الأمراض المزمنة يومًا بعد يوم، فما أصبح لدينا إلا حلاً واحدًا وهو المعرفة، فزيادة الوعي حول مرض السكري النوع الثاني بات هدفًا أساسيًا لكل المجتمع سواء كانوا صغارًا أو كبارًا.

ارتفع عدد مصابي مرض السكري النوع الثاني حيث يمثل حوالي 90% إلى 95% من إجمالي عدد مرضى السكر، وهو مرض مزمن يجب السيطرة عليه لتعيش حياة صحية لا تشوبها أي مخاطر تهدد أجهزة جسمك فيما بعد.

ووفقًا لآخر دراسات للاتحاد الدولي للسكري (IDF)، أشارت النتائج إلى أن مصر تحتل المرتبة التاسعة على مستوى العالم في معدل انتشار مرض السكري بين البالغين المصريين، حيث تصل نسبة البالغين المصابين بالسكري حوالي 20.9% من إجمالي عدد البالغين أي حوالي 13.5 مليون شخص.

انتشار مرض السكري النوع التاني

تعريف مرض السكري النوع الثاني Diabetes Type 2

إذا كان سؤالك يبدأ بـ”ما هو مرض السكري النوع الثاني؟” فبالطبع ربما تم تشخيصك للتو بهذا المرض أو أنك حديث الإصابة به لفترة صغيرة من الوقت أو أن لديك احتمالية للإصابة به “ما قبل السكري”.

مرض السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن وشائع بين كبار السن خاصة بعد عمر الأربعين، ويتميز بارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم “سكر الدم” والذي ينتج عن مجموعة من الاختلالات الوظيفية التي تتسبب بدورها في ارتفاع مستوى السكر في الدم، ويحدث ذلك الخلل نتيجة لمزيج من العوامل، وهي:

  • نقص إفراز هرمون الأنسولين – من البنكرياس – مما يتسبب في ارتفاع سكر الدم.
  • مقاومة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين وهو ما يمنع الأنسولين من تأدية دوره في مساعدة الجلوكوز في الدخول إلى الخلايا للاستخدام كمصدر من مصادر الطاقة الأساسية في الجسم فيما بعد.

الإصابة بمرض السكري النوع الثاني حالة تستمر مدى الحياة ويمكن أن تؤثر على حياتك اليومية إذا لم تتمكن من السيطرة عليها بشكل فعال، وهو ما تحتاج فيه إلى تغيير نظامك الغذائي وتناول بعض الأدوية وإجراء الفحوصات المنتظمة كما نوضح في التالي.

أسباب مرض السكري النوع الثاني

الأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ويعمل كمفتاح للسماح لدخول السكر في الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه كطاقة.

الانسولين

السبب الأساسي وراء مرض السكري النوع الثاني هو الخلل الذي يحدث في هرمون الأنسولين سواء من ناحية خلايا الجسم “مقاومة الأنسولين”، أو من ناحية البنكرياس إذا كان إفراز الهرمون أقل من المنسوب الذي يحتاجه الجسم.

في حالة مرض السكري النوع الثاني، لا تستجيب خلايا الجسم بشكل طبيعي للأنسولين؛ وهو ما يسمى بمقاومة الأنسولين، وحينها يضطر البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الأنسولين كمحاولة لزيادة استجابة الخلايا للهرمون، لنصل في النهاية إلى أن البنكرياس لا يمكنه مواكبة النمو، وترتفع مستويات السكر في الدم مما يمهد الطريق لمرض السكري من النوع الثاني وما قبل مرض السكري.

المشكلة الأكبر وراء ارتفاع سكر الدم تكمن في الأضرار التي يسببها السكر لأعضاء الجسم المختلفة، والمشاكل الصحية الخطيرة التابعة له مثل: أمراض القلب وفقدان البصر وأمراض الكلى.

أعراض مرض السكري النوع الثاني

  • صعوبة التركيز والإرهاق
  • الأرق
  • ضبابية الرؤية
  • الشعور بالعطش المستمر
  • طول مدة شفاء الجروح
  • الالتهابات المتكررة
  • الجوع المستمر
  • زيادة الوزن
  • التهابات الأعصاب الطرفية (ألم ووخز في اليدين والقدمين)
  • الحاجة المتكررة للتبول
  • التهابات المهبل المتكررة
  • ضعف الانتصاب
أعراض السكري النوع الثاني

فئة كبيرة من الأشخاص يصبحون مصابي مرض السكري النوع الثاني دون الشعور بأي أعراض تذكر وكذلك دون أن يدركوا، وذلك بسبب أن الأعراض لا تجعلك بالضرورة تشعر بألم.

وتشمل أعراض مرض السكري النوع الثاني:

  • صعوبة التركيز والإحساس بالإرهاق والأرق.
  • ضبابية الرؤية.
  • الشعور بالعطش المستمر.
  • طول مدة شفاء الجروح أكثر من المعتاد.
  • الالتهابات المتكررة.
  • الجوع المستمر وزيادة الوزن.
  • التهابات الأعصاب الطرفية (الشعور بألم ووخز في اليدين والقدمين).
  • تكرار مرات التبول أكثر من المعتاد، خاصة في فترات الليل.
  • وجود حكة أو التهابات في المنطقة التناسلية.

كيف يمكن اكتشاف الإصابة؟

بالإضافة إلى ظهور الأعراض السابقة؛ فإن ارتفاع مستويات السكر في الدم يعتبر المؤشر الأساسي لمرض السكري.

في حال الإصابة بمرض السكري؛ تظهر نتائج التحاليل كما يلي:

  • Fasting blood suger سكر الدم الصائم: 126 مجم/ديسيلتر أو أعلى.
  • HbA1c السكر التراكمي: 6.5٪ أو أعلى.
  • Glucose intolerance اختبار تحمل الجلوكوز: وهو اختبار يُظهر نسبة السكر في الدم بمقدار 200 مجم/ديسيلتر أو أعلى بعد ساعتين من تناول المحلول.

في حالات ما قبل السكر؛ تكون مستويات السكر كما يلي:

  • سكر الدم الصائم: بين 100-125 مجم/ديسيلتر.
  • السكر التراكمي: بين %5.7–6.4٪.
  • intolerance اختبار تحمل الجلوكوز: يظهر نسبة السكر في الدم 140 مجم/ديسيلتر أو أكثر بعد ساعتين.

عوامل الخطر للإصابة بالمرض

غالبًا ما تتطور أعراض مرض السكري النوع الثاني على مدار عدة سنوات ويمكن أن تستمر لفترة طويلة دون أن يتم ملاحظتها، ففي بعض الأحيان؛ قد لا تظهر أي أعراض ملحوظة على الإطلاق.

ونظرًا لصعوبة تحديد الأعراض، من المهم معرفة عوامل الخطر لتجنب الإصابة من خلال ملاحظة مستويات سكر الدم.
وتتمثل عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بالسكري النوع الثاني في:

  • السن: الأشخاص الأكبر من 40 عامًا معرضون للإصابة بالسكري من النوع الثاني بشكل أكبر من غيرهم الأصغر سنًا.
  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السكري يرفع احتمالية الإصابة به.
  • زيادة الوزن أو السمنة المفرطة.
  • الكسل وقلة النشاط.
  • الإصابة بسكري الحمل في حمل سابق.

علاج مرض السكري النوع الثاني

في البداية يجب تصحيح المعلومة؛ فمرض السكر مرض مزمن لا يمكن علاجه نهائيًا، ولكن يمكن السيطرة عليه وعكسه من خلال بعض الطرق التي تساعد في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم وكذلك هرمون الأنسولين.

يبقى الهدف الأساسي لكل مصابي مرض السكري النوع الثاني هو تقليل مستويات سكر الدم والبقاء في المعدلات الطبيعية لأكبر وقت ممكن، وفي حين أن هناك العديد من الطرق التي تساهم في خفض نسبة السكر في الدم، إلا أن بعض الطرق تعتبر أكثر فاعلية من غيرها لدى بعض الأشخاص وذلك لاختلاف طبيعة استجابة جسم كل شخص لطريقة العلاج.

يسود النهج الآتي في السيطرة على مرض السكري النوع الثاني، ويكون من خلال خطوتين كالتالي:

  • يبدأ بتغيير أسلوب الحياة الخاطيء الذي يتسبب في ارتفاع مستويات سكر الدم، وذلك من خلال نظام الأكل الصحي وممارسة الرياضة.
  • إضافة إلى ذلك؛ يستعين الأطباء ببعض الأدوية وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى الحقن بالأنسولين في حال ارتفاع مستويات الجلوكوز بشكل كبير.

أنواع علاج السكر من النوع الثاني

كما ذكرنا أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض السكري النوع الثاني، ولكن طبقًا للدراسات الحديثة عن علاج مرض السكري النوع الثاني فيكمن من خلال السيطرة على المرض من خلال طريقتين:

  • التحكم في مرض السكري بعلاجات فموية عن طريق الأدوية والأنسولين.
  • عكس مرض السكري بالنظام الغذائي وتغيير أسلوب الحياة.

التحكم في مرض السكري النوع الثاني مقابل عكسه

عكس السكر

عكس مرض السكر أحدث طرق علاج للسكر من النوع الثاني، وعلى الرغم من حدثية الأسلوب إلا أن نتائجه تأتي بالحفاظ على مستويات الجلوكوز الطبيعية في الدم لسنوات، والتقليل من الأدوية أو حتى التوقف عنها بالتدريج دون الحاجة إلى الأنسولين وفقط بالاعتماد على النظام الغذائي والتعليمات الصحية من أخصائي الرياضة ومدربي الصحة العامة “Health Coachs” لتغيير أسلوب الحياة للأفضل.

التحكم في مرض السكر

التحكم في السكر

الهدف الأساسي من التحكم في مرض السكري النوع الثاني هو علاج الأعراض الناتجة عن ارتفاع مستويات السكري، وذلك عن طريق خفض نسبة السكر في الدم بشكل غير مباشر على المدى القصير.

ولأن السكري من النوع الثاني هو أحد الأعراض الأساسية لمرض مقاومة الأنسولين لذلك في حال التحكم في مرض السكري وتقليل مستويات سكر الدم بالأدوية والعلاجات الأخرى، ففي هذه الحالة يعتبر العلاج هو علاج الأعراض الخاصة بمرض مقاومة الأنسولين.

هل يمكن الشفاء من مرض السكري النوع الثاني؟

لا يمكن الشفاء نهائيًا من مرض السكري النوع الثاني أو حتى الأول، لكن بالطبع يمكن السيطرة عليه وتأخير الإصابة به إذا كان هناك تاريخ مرضي عائلي بين أفراد العائلة الواحدة.

الجدير بالذكر أنه من خلال خطوات بسيطة مثل تغيير النظام الغذائي وممارسة الرياضة وخسارة الوزن، يمكنك السيطرة على مستويات السكر في الدم والتحكم فيها دون الوصول لأي مضاعفات خطيرة تهدد الصحة، وكذلك الانتظام على الحد الأدنى من الأدوية دون الحاجة للوصول إلى العلاج بالأنسولين وغيره.

تغيير العادات اليومية والالتزام على نظام غذائي صحي يساعدك في أن تعيش حياة طبيعية صحية، وكذلك يقوم بحمايتك من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم مع مرض السكري، لذلك ننصح دائمًا الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بمرض السكري “ما قبل مرض السكري” أن يستمروا على عادات صحية لتأخير وتجنب الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.

النظام الغذائي لمرضى السكري من النوع الثاني

النظام الغذائي لمرض السكري من النوع الثاني هو مفتاح العلاج الأساسي؛ فآلية ارتفاع مستويات السكر في الدم أساسها طبيعة الأكلات التي يعتاد المريض على تناولها خلال يومه، لذلك فإن الانتظام على عادات غذائية صحية يعتبر طريقك للسيطرة والحفاظ على مستويات سكر الدم.

في برنامج أوتيدا؛ نتبع أحدث الأنظمة العالمية الجديدة للتحكم في مستويات سكر الدم والتي تعتمد على نظام الطبق الصحي “Healthy Plate” وهو النظام العالمي الصحي للطعام.

يعتمد هذا النظام على تقسيم طبق الطعام إلى:

  • ½ للخضروات
  • ¼ للبروتين
  • ¼ للنشويات

بالإضافة إلى الألبان والفاكهة .. وهو ما يضمن الحصول على كافة العناصر الغذائية السليمة التي يحتاجها الجسم دون الحاجة إلى رفع مستوى السكر في الدم بصورة سريعة تضر بصحة الجسم.

في النظام السابق؛ نلتزم بالابتعاد عن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع والتي ترفع بسرعة من سكر الدم مثل الدقيق الأبيض والمخبوزات والمقليات في الزيوت وغيرها، لنستبدلها ببدائل صحية تناسب حالة المرضى من دقيق الحبة الكاملة والسمن والدهون الصحية.

إضافة إلى ذلك فإنه من الأفضل الابتعاد عن بعض العادات السيئة مثل تناول الحلويات بكثرة، شرب المشروبات الغازية، شرب العصائر المحلاة واستبدالها بالفواكه الطبيعية.

الوقاية من مرض السكري النوع الثاني

“الوقاية خير من العلاج” المقولة الشهيرة التي نبدأ بها أي نصيحة خاصة في حالات مرض السكري من النوع الثاني، فبالطبع من خلال نصائح بسيطة يمكنك حماية صحتك ومنع أو تأخير الإصابة بمرض السكري، وتتم من خلال الخطوات التالية:

  • فقدان الوزن الزائد.
  • زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام.
  • تغيير نمط الحياة وعادات النوم للأفضل.
  • الاستعانة بمدربين الصحة العامة للحصول على التوجيهات الصحية السليمة في النظام الغذائي والعادات اليومية.
  • الالتزام على نظام غذائي صحي غني بالأطعمة الصحية وتجنب الأطعمة المقلية والوجبات السريعة.

أحدث طرق العلاج

طبقًا للتطور الذي يحدث يوميًا في عالمنا لإيجاد حلول فريدة من نوعها تحمى أصحاب الأمراض المزمنة وخاصة مرضى السكري، حاولنا أن نقدم نحن في أوتيدا أحدث علاج لمرض السكري النوع الثاني والذي يهدف إلى عكس مرض السكر، ويعتمد في الأساس على كل من:

  • متابعة مريض السكري ووجباته.
  • متابعة مستويات السكر في الدم على مدار اليوم.
  • معرفة مدى نشاط مريض السكر.
  • التعرف إلى عدد ساعات النوم وتفضيلات المريض من حيث الطعام والرياضة.
  • معرفة الامراض المصاحبة ومضاعفات المرض ووضع خطة علاجية وغذائية مناسبة لها.

كل تلك العوامل السابقة تساعدنا في برنامج أوتيدا والذي يقوم بناء على وضع خطة علاج مصممة خصصيًا لكل مريض طبقًا لاستجابة جسمه المفصلة للطعام والنسب المطابقة لها من السكر، مما يسهل علينا مرحلة تحليل البيانات وتقديم خطط علاج هادفة في خلال فترة لا تزيد عن 3 أشهر.

في تلك الفترة؛ نتمكن من مساعدة المريض في السيطرة على مستويات الجلوكوز “سكر الدم” وتقليل الأدوية التي يتناولها، ويعتمد في الأساس على الأكل الصحي وممارسة التمارين الرياضية اليومية، بالإضافة إلى القليل من الأدوية.

في النهاية؛ لابد أن تقتنع بأن رحلتك مع مرض السكري النوع الثاني فريدة من نوعها وتبدأ من جديد كل يوم بداية من استيقاظك وحتى منامك.